07 - 05 - 2025

عاصفة بوح | شكرا على شجاعته .. خاد على !!

عاصفة بوح | شكرا على شجاعته .. خاد على !!

قبل بداية موسم الهجوم على المحامي الحقوقى خالد على لإقدامه على جريمة الترشح لمنصب رئيس الجمهورية فى الانتخابات الرئاسية القادمة المزمع إجراؤها فى يونيو 2018 ، أحب ان اسجل كلمة.

يكفى الرجل شرفا أنه أقدم حينما جبن وتخاذل الآخرون، تكلم حينما صمتوا، واجه حينما تواروا، تحمل وجاهد حينما يئسوا و استسلموا للأمر الواقع الاليم، خطورة الترشح و تبعاته.  

فعل كل ذلك وهو يدرك قبل اى شخص آخر، فهو محامى النشطاء وشباب 25يناير ورأى بعينه كم الانتهاكات والظلم والتنكيل الذى تعرضوا له بكل أنواعه، وقبلها الإهانة القضائية بعدم توافر مقومات المحاكمة النزيهة مع الخصومة الواضحة والانحياز ضدهم من أجهزة يفترض حيادتها، لانتسابهم للثورة ومعارضتهم لممارسات النظام الحالى معارضة سلمية يكفلها الدستور والقوانين، ومع ذلك نالهم من الانتهاكات مايجعل مجرد الاهتمام بالشان العام، أمرا شديد الخطورة على المستقبل وربما على الحياة ذاتها.

 فما بالك من ينافس على اخطر منصب فى وسط استقطاب عام عجيب يضفي على المنصب العام قداسة ويخلط بينه وبين الدولة ووجودها، ويعتبر من لا ينضم الى طابور التأييد الأعمى من الخونة والمارقين والساعين الى هدم الدولة  لتلقى مصير سوريا والعراق الشهير.

أنا هنا لاأقيم صلاحية المحامى خالد على ، أحد المدافعين مع فريق محترم عن مصرية الجزيرتين فى معركة قضائية سوف يذكرها التاريخ بما يليق بها من شرف، فله ما له وعليه ما عليه، إنما اشيد بقراره فك حصار الخوف من التقدم للمنصب فى الوقت الذي خافت مقامات كبيرة وأكثر خبرة وربما أكثر ملاءمة للمنصب من الترشح، فلقد تعلموا من رؤوس الذئاب الطائرة، فى أمور أقل من هذا الشأن بكثير، فليس كل إنسان مؤهلا لوضع مصلحة الوطن وانتمائه مقدما على أمانه الشخصى ومستقبل أولاده.

 فالبطولة اليوم ثمنها غال فى ظل غياب تام لمعايير نزاهة العمل السياسي أو أخلاقيات الخصومة السياسية وحق المعارضة التى تكفلها الدساتير كحق أصيل فى طلب الحكم  من خلال انتقال سلمى للسلطة لايوصم فيها بالخيانة ولا ينتهى به إلى مصير مجهول.

 قل ماتقول على ملاءمة خالد على للمنصب، فهذا شأن شخصى ولكن هل توافر لنا حق المفاضلة بين مرشحين؟ وهل سمعنا حتى عن نية أو اشاعة عن مرشحين احتماليين، أم أنه يتم تحضير مرشح سرى ينوون التقدم به فى اللحظات الاخيرة؟ بما يناقض آليات الترشح التى تحتاج إلى وقت كاف لعرض السيرة الذاتية والبرامج المزمع تحقيقها فى حالة النجاح!

أو حتى سمعنا عن أى حراك سياسى ينم عن اقتراب فعاليات انتخابات مقبلة آمنة للمرشحين والجمهور فى نفس الوقت؟

توجد حالة من الخوف العام من مجرد الكلام فى هذا الموضوع فى ظل حملة مسعورة قبل الافتتاح الرسمى لإطلاق حملات الدعاية الرسمية، تدعو الرئيس للترشح مع أنه حقه الدستورى ومتوقع منه الترشح ولا يحتاح منا الى التوسل وإراقة ماء الوجه حتى يقبل.

مزايدة فجة وإهانة بالغة السوء من مستشارين لا يملكون الحد الأدنى للكفاءة السياسية ولن اقول حتى الكياسة والذكاء السياسي، لإدارة معركة الانتخابات وهى من أهم مقومات وظيفتهم!!

هم الدببة التى تقتل صاحبها و تحط من قدره السياسى رغم الثقة المفرطة من داعمى الرئيس يؤكدون فوزه ياكتساح بلا منافس فلم الخوف؟

لن أكرر الكلام الذي جفت الألسنة من تكراره بأن غلق المجال العام واغتيال السياسة وإفزاع كل من يجرؤ على الاهتمام بالشان العام، فى ظل العودة المجيدة لقانون الطوارىء وما يصاحبه من تهديد مباشر لحقوق الشعب الدستورية من حرية التعبير والانتقال وعدم الحبس إلا باحكام قضائية يجعل ممارسة العمل السياسي ولو فى مرحلة الانتخابات أمرا محفوفا بأخطار مرعبة حدت بأحد المتطوعين بحملة خالد على للتساؤل: هل تضمن لى الأمان الشخصى وعدم تعرضى للاعتقال أو الاختفاء القسرى لو شاركتك فى حملتك الانتخابية؟

سؤال مخيف وكاشف للحالة التى وصلنا إليها بعد ثورة ونصف!

أقل المكاسب الذى منحها لنا ترشح خالد على هو  تحريكه للمياه الراكدة فى مجتمع الخوف والفقر والإهانة وفرز وكشف النوايا وإظهار عورات الأبطال الكرتونيين، مدعي الوطنية وقبلهم  العودة المجيدة لمجرمي الثورة المضادة بفاسديها وإعلاميى الغبرة الآكلين على موائد كل الانظمة!.

 فقد فتح المجال ليدلو كل منا بدلوه في أمر يهمنا كشعب يعيش على حافة الهاوية، إن لم نتعامل معا بحكمة، فشبه الدولة سيكون أملا بعد أن تختفى الدولة بشكلها الحديث!

 ها أنا اقولها لمن لم يعجبه ترشح خالد علي: هل من منافس؟ من مبارز على المنصب الهام؟ كنت أتمنى أن يكون لنا حق المفاضلة والاختيار، ورفاهية المقارنة بين برامج تنتشلنا من الأوضاع البائسة التى لم تمر على مصر حتى فى أشد الاوقات صعوبة .

كنت أتمنى ألا ينتابنى الشك فى نزاهة الانتخابات على الأقل فى حق المرشحين فى إعلام محايد يقف على مسافة واحدة من كل المرشحين، بحقهم فى الاجتماعات بناخبيهم وحمايتهم من تحرش الأمن بهم، ولكنها أوهام وآمال ساذجة ولنا فى اقتحام مقر خالد على والعبث بالأوراق كبداية غير مبشرة واسوة غير حسنة!

ما يحدث فى المجال العام الآن يشى بأن الأمور عادت إلى اقبح ممارسات مبارك الذى ثرنا عليه بالفعل ولم تكن مؤامرة مهما تم تشويها، وتنويم الشعب مغناطيسيا حتى ينسى اليوم الذى ثار فيه بعد ما تم تجويعهم وترويعهم حتى لا يفكروا أن يثوروا على أى حكم حالى أو قادم أو مستقبلى أبدا!

فالتأديب والعقاب قائم على قدم وساق وأضف عليه توظيف الإرهاب الذي لا ينكره أحد توظيفا سياسيا مهينا جعله سببا لإهدار الحقوق وقبول مالا يقبل !!

إذن، أنا شحصيا أدين لخالد على بإتاحة الفرصة لإعلان مخاوفنا من ارتداد الدولة لعهد الاستفتاءات  المهينة أو تقديم الدولة لمرشح كرتوني يعلن كما حدث أيام مبارك أنه سوف يعطى صوته لسيادة الرئيس ويا أهلا بالانتخابات النظيفة، إن أمكن!

مقالات اخرى للكاتب

عاصفة بوح | علمتني غزة